للمرّة الأولى في "بيروت آرت فير"، سيتمّ عرض أعمال الفنانين المعاصرين الدوليين مارينا ابراموفيتش -Marina Abramoviçودليله دالياس بوزار -Dalila Dalléas Bouzarومهدي مداشي -Mehdi Meddaci، من خلال صالات عرض كاباتوس وماميا بريتيسشيه وأوديل ويزمان.

في مشاركة أولى لها في "بيروت آرت فير"، تكشف صالة العرض اليونانيةKappatosالستارة عن العديد من أشرطة الفيديو العائدة للفنانة مارينا أبراموفيتش في جناح مكرّس للفنون الرقمية"Virtual/Reality".كما سيتم عرض إبداعات لفنانين معاصرين دوليين وفنانين يونايين ناشئين.

فمن خلال عملهاBalkan Baroqueالذي جرى عرضه في بينالي البندقية عام 1997، تندد مارينا ابراموفيتش بالمجازر التي ارتكبت في خلال الحروب اليوغسلافية.

وتشرح قائلة: "إنّ ما أقوم به لا يمتّ للماسوشية بصلة. إذ ينبغي عرض ذلك بمثابة مرآة تقدَّم للجمهور، وأنني أضع بعض المشاهد المؤلمة وألتمس طاقة الجمهور لأتخطى خوفي. فيعتبر ذلك وسيلة لإعلام الناس أنّهم قادرون على تخطي ذلك مثلي. كما أنّ معرفة مواجهة الألم شيء قديم جدّا عرفناه منذ زمن بعيد في الطقوس الأصلية، حيث يتعلم المرء السيطرة على الألم الجسدي للتحرّر منه".

دليله دالياس بوزار، من مواليد الجزائر، تعيش وتعمل في برلين. ويتم عرض أعمالها بشكل منتظم حيث يشكّل بعضها جزءًا من المجموعات العامة والخاصة، كالصندوق الإقليمي للفن المعاصر- مرسيليا أو مؤسسة البنك الدولي.

وهي ممثّلة من قبل صالة العرض الباريسية ماميا بريتيسشيه التي ستقدّم أيضًا العديد من فنانين المغرب العربي.

فتقول دليلة دالياس بوزار "إنّ التفسير الذي أقدّمه حول عملي يرتبط بأكمله بموضوع العنف. فيبدو لي أنني أحاول تفهمه وتحويله من خلال الصور أو الشخصيات التي أقدمها. استخدم الوسائل المختلفة مثل الرسم والتركيب والتلوين أوحتّى فنّ الشوارع.

لقد إستوحيت سلسلة رسومات "طبوغرافيا الإرهاب" التي تمثل الأماكن الداخلية، من تاريخ برلين و من ذاكرة الأماكن العائدة للحرب العالمية الثانية.

أما سلسلة "المحرمات" فتتألف من صور ذاتية تتتحدث بطريقة واضحة عن علاقتي بتاريخ الفن وهويتي بين أفريقيا والغرب. إنني أتبع نهجًا مفتوحاً دائما على الإكتشاف تحت طائلة العودة إلى نقطة البداية في بعض التقنيات والأدوات".

تقدم صالة عرض أوديل ويزمان عمل مهدي مداشي في الدورة السادسة من "بيروت آرت فير". مهدي مداشي من مواليد مونتبلييه في العام 1980، يعيش ويعمل في باريس حيث يكتشف فن الفيديو والتركيب والتصوير الفوتوغرافي. وهو حائز على جائزة مؤسسة فرانسوا شنايدر ودخلت أعماله في مجموعات الـCNAPونوفليز. وهو يستوحي من شعوب مهاجرة يشارك تاريخها. يركز مهدي مداشي عمله في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

بعد إقامة في سنة 2005 حيث أنتج فيديو و أعمال مصورة، تتشرف صالة عرض أوديل ويزمان بأن تقدم من جديد أعماله في بيروت "إنّها المدينة التي كان لا بد لمهدي مداشي أن يزورها كي يبتكر أو ليتردد في نفسه صدى ذكريات لم يستطع الحصول عليها من هذه الأرض أوالجدران المتشققة أو حتى شارع العاصمة الذي يتم إجتيازه بسرعة جنونية".

متعلقاً بهذا البحر بين أرضين، مسرح تاريخ عائلته، يعمل مهدي مداشي على فيديو شاعري وآسر مستعيناً بالمجال الفوتوغرافي والسينمائي.

و في سلسلةLes Yeux tournent autour du soleil""، الفيديو خالي من الحوار، لصالح لغة الجسد والأشكال. فرغم وجود القضايا السياسية، إلّا أنّها لم تصادر الصورة أبدا وهذا ما أتاح المجال امام قصص فنية تشكيلية أخرى.

وتشكّل قصة مهدي مداشي الشخصية وصوره الخيالية وتلك الراسخة في ذاكرته نقطة إنطلاق للعديد من أعماله. ففي الفيديوهات الخاصة به، نسمع مقتطفات عن القصص العائلية ومن ثم نتابع النظرات الموجّهة نحو مكان آخر خيالي، البلد الأم من خلال الأغراض والضجيج والروائح.